أتمنى لكم قراءة ممتعة ...
خرجت ايون التي قررت البحث عن غيوري من القاعة وهي تلوّح بيدها للشباب الذين وقفوا وخرجوا بعدها بإتجاه السيارة ..
- شاان : مالذي ستـُعده في الغداء أخ إيل وو ؟!
- ايل وو : ماذا تريدون ؟! لن أطهو اليوم ..
- رفع شاان يده بسرعة : بيتزا بيتزا بيتزا ....
- ميكي : أيضاً بيتزا ..
- كيونا : برغر برغر برغر برغر برغر !!
- نظر له شاان بغضب : تعشق مخالفتنا !! اُغرب عن وجهي إثنان لواحد !!
- كيونا : أنا أطلب من ايل وو وليس منك ..... في هذه الأثناء كانت مجموعة فتيات إقتربت منهم وإحداهن نادت شاان الذي إلتفت نحوهن وقال بـ إبتسامة هادئة : نعم ..
- دفعت إحدى الفتيات بفتاة كانت تبتسم بخجل ناحية شاان وسحبت البقية ليبتعدن .. بينما همس إيل وو لميكي وكيونا : مالذي تنظرون إليه ؟! .. إبتعدوا أنتم أيضاً .. إبتعدوا ناحية السيارة ليبقى شاان لوحده مع الفتاة الخجولة والتي كانت تنظر للأرض تارة وتارة أخرى تشتت نظراتها بعيداً , بينما شاان يراقبها بصمت , بعد أن طال صمتها قال شاان بهدوء : مالأمر ؟!
- أدخلت الفتاة يدها في حقيبتها وأخرجت شيئاً ومدّته لـ شاان بتردد وقالت : أوباا أنت وسيم .... إرتسمت إبتسامة على شفتي شاان الذي مد يده ليأخذها لكن يداً سريعة إنتزعتها منهما جميعاً .. إلتفت شاان ليرى هيونا التي كانت تبتسم بثقة وهي تقلب الورقة بين يديها ثم أعادتها للفتاة قائلة : مالعمل ؟! شاان لديه فتاة !! ... نظر إليها شاان بجمود ثم مدّ يده يطلب الورقة من الفتاة قائلاً بإعتذار : تمزح كعادتها , أعدكِ أنني سأقرأها .. أدخلت الفتاة ورقتها في حقيبتها بإحباط وقالت : كلا لا داعي لذلك , شكراً لوقتك شاان .. وإبتعدت ليلتفت شاان ناحية هيونا بغضب ويقول : لماذا فعلتِ ذلك ؟!
- هيونا : هل ستخرج معها في موعد مثلاً ؟! .. توقف عن إضاعة وقتك و وقتهن شاان .. ثم مشت بإتجاه سيارتها , ركبتها وغادرت يتابعها شاان بنظراته الغاضبة .. توجه بعدها لسيارته التي يستقلـّونها دائماً , صعدوا لـيقودها الشخص الذي عليه العمل في المنزل , واليوم لـ ايل وو الدور ..
- إيل وو : معجبة أخرى ؟! .. أومأ شاان برأسه بصمت ليقول كيونا : لماذا لا أحصل عى معجبات أنا أيضاً ؟!
- شاان : تريدها خذها !!
- ميكي : يبدو أنهن يسببن لك المشاكل ؟!
- أسند شاان رأسه على كتف كيونا : ليس هـُن , بل هيونا !!
- إيل وو : شاان لماذا لا تفعل مثل ميكي ؟! .. يعتذر للمعجبات منذ البداية قبل أن يتعرض للإحراج ..
- شاان : ميكي , أعطني دروساً في طريقة رفض الفتيات بأدب لو سمحت ... إبتسم ميكي : لكَ ذلك .... بعد أن إنتهى نقاشهم قال إيل وو : مالذي إستقريتم عليه للغداء ؟!
- كيونا : برغر !!
- ايل وو : لن نذهب لـ مطعمين يا كيونا , إختاروا شيئاً واحداً من فضلكم ..
- شاان بملل : كيونا هيا أنت تحب البيتزا , لماذا اليوم بالتحديد ؟!
- هزّ كيونا كتفيه : لا أشتهيها !!
- ايل وو : أووهـ هيا كيونا توقف عن العناد , أسرع وإلا لن أتوقف إلا أمام السكن ... أخيراً إقتنع كيونا , طلبوا لهم بيتزا وتوجهوا للمنزل ....
**
- بعد أن خرجت ايون من الجامعة توجهت نحو حمام البخار الذي تركت غيوري عنده , بحثت بالقرب منه عن مباني سكنية لكنها لم تجد إلا أحياء راقية تحتوي الفلل الجميلة أو القصور سألت أحد الباعة في المحلات القريبة عن أقرب مبنى سكني وأخبرها أنه يبعد كثيراً عن هنا ويستغرق المشي سيراً على الأقدام أكثر من ربع ساعة .. خرجت من عنده و وقفت تتأمل البيوت .. " هل تسكن في إحداها ؟! " ..
**
- دخلوا ورأوا غيوري تنام في الصالة وعلى الطاولة الصغيرة بقايا طعامها .. إبتسم ميكي وهو يخلع سترته ويرميها على الصوفا .. و لم يلتفت ايل وو الذي ذهب للمطبخ ليكمل وضع الغداء بينما وقف شاان وكيونا ينظران إليها بتذمر ..
- شاان بإستنكار : مالذي تعتقد أنها تفعله ؟! .. ونظر للتلفاز : وتتابع فلماً أيضاً !! وأعدّت لنفسها ..... كلا وجبتي أكلتها !!!
- كيونا بسخرية : من تظن نفسها ؟!
- شاان وهو يتجه للمطبخ : أسرع وأيقظها يا كيونا لأنني لو فعلت فسأقتلها لأكلها وجبتي .... وبالفعل إقترب كيونا منها وقال بصوت عالٍ : هي أنتِ !! هيي أجوما ... وحرّك كتفها لتستيقظ بفزع وتنظر إليه : ماذا ؟!
- وضع كيونا يديه في جيبه ونظر للممر : أعتقد أن لديكِ غرفة , لماذا تنامين هنا ؟!
- تلفتت غيوري قليلاً وكأنها تستوعب أين هي وشعرت بالإحراج وهي ترى ميكي يجلس على الصوفا التي بجانبها ويبتسم وعينيه على التلفاز " مالذي يـُضحكك أيها السخيف " ... نهضت بسرعة وهي تعتذر : آسفة لقد غفوت ولم أنتبه للوقت ..... و مشت بسريعاً تتحاشى النظر إليهم لكن صوت شاان الذي خرج من المطبخ أوقفها: هي ألن تنظفي مكانك ؟! ... وقفت ونظرت إليه ورأت عينيه على بقايا طعامها .. زاد إحراجها وعادت لتحملها وتعود بها للمطبخ وقالت بصوت منخفض وهي تمرّ بجانبه " يا لسخافتك بالتأكيد سأنظف حتى بقاياكم !! " ..
* مشيتُ متجاهلة نظرات الشباب الساخرة .... دخلت غرفتي و وقفت قرب النافذة " ياللإحراج كيف نمت حتى هذا الوقت ؟! " ...
- جلستُ على طرف سريري وفتحت حقيبتي أخرجت هاتفي " صحيح سأشتري بطاقة إتصال ....... " ضحكت بسخرية " ومن سأكلم به ؟! " .. بدّلت ملابسي وخرجت بسرعه .. كانوا يأكلون وأصوات ضحكاتهم على شيء يتابعونه على التلفاز عالية ... ناداني أحدهم بطريقة تدل على الإعتراض على خروجي لكني تجاهلته وخرجت .... ليقول شاان وهو ينظر للشباب بغضب : هل رأيتم تجاهل هذه الخادمة ؟!
- ايل وو : دعها ربما لديها أمر طارئ ..
- شاان بسخرية : طارئ !!هه أضحكتني يا أخي .. ومالطارئ لطفلة مثلها !!
- ميكي : وما أدراك أنت ؟! إذا عادت إسألها وأرضي فضولك ....
**
- عادت من عملها وجلست في الصالة الخالية .. أخرجت هاتفها وإتصلت على هوان الذي رد بسرعة : أهلاً شومي ..
- " كيف حالك هوان ؟! .. "
- " بخير .. إشتقتُ إليكِ "
- " وأنا أيضاً , أعتذر عن عدم زيارتي لوانغ , إنشغلتُ قليلاً "
- " كلا لاعليكِ , أعرف أنكِ لن تتركيه لسبب سخيف .. إنتظري لحظة ................... أعتذر شومي لدي زائر , سأتصل بك لاحقاً "
- أنهت شومي المكالمة ونادت على الخادمة التي حضرت سريعاً : أمرك يا آنسة ..
- شومي : مالذي أعددتيه على الغداء ؟!
- الخادمة بتردد : كـ كل يوم ..
- رمقتها شومي بنظرة غاضبة وصعدت غرفتها لتبدل ملابسها بينما عادت الخادمة للمطبخ تكمل عملها لكنها سرعان ما خرجت عندما سمعت صوت شومي تناديها مجدداً , صعدت إليها ودخلت إلى غرفتها : ماذا هناك آنستي ؟!
- رمت شومي الزهور في وجه الخادمة وقالت : كم مرة أخبرتك أن لاتضعي هذه النفاية في غرفتي ؟!
- الخادمة بخوف : لقد .. طلب مني والدكِ فعل ذلك !!
- شومي : خذيها منه وإرميها بعيداً .. لا أريد رؤيتها هنا هل تفهمين ؟! ...
- أومأت الخادمة برأسها : أجل أفهم ..
- شومي : أغربي عن وجهي الآن ... خرجت الخادمة وهي تحمل الورود في يدها ونزلت للمطبخ تكمل عملها .. وهي تشعر بالغضب الشديد من شومي وتصرفاتها ..
**
- خرجتُ بسرعة من السكن وكأنني لم أسمع أحداً يناديني .. مشيت أبحث عن محل للهواتف , لم أجد شيئاً قريباً , إضطررت لأن أسأل أحد المارّة في الشارع ودلـّني على واحد قريب , توجهت نحوه وإشتريت بطاقة أخيراً , بمجرد أن خرجت من المحل جلست على أقرب كرسي وأخرجت هاتفي أركبّ البطاقة " حسناً أول من سأتصل به ايون !! " ضحكت من غبائي " حتى لا أملك رقمها ..... لحظة لقد أعطتني عنوانها !! " توجهتُ للمنزل وأنا أنوي البحث عن ورقة عنوانها لـزيارتها ....
- رن جرس الباب و نهض شاان سريعاً : بالتأكيد عادت الآجوما ........ راح يفتح الباب وسط ضحكات الشباب الذين توقعوا أن يتضارب معها , لكنهم لم يسمعوا ضجيجاً أو شجاراً , ثوانٍ ويدخل وخلفه هيونا .. تبادلوا الترحيب وجلست ... كان الجميع هادئاً حتى شاان ... بعد صمتٍ ثقيل قالت هيونا : أوبا أريد أن نتحدث لوحدنا .... تبادل الشباب الثلاثة النظرات وهمس ميكي : إنهضا ياعديمي الإحساس !! ... لكن كلام شاان جعلهم يجلسون وهم غير مرتاحين حين قال : أنا لاأخفي عنهم شيئاً .. قولي مالديكِ ..
- صمتت هيونا قليلاً ثم قالت : أنا آسفة ... لم يردّ شاان لتقول هيونا : لم أقصد أن أزعجك , لكن لا أطيق رؤية الفتيات حولك وأنت تعرف ذلك ... صنع إيل وو تعبيراً ساخراً على وجهه وهو ينظر إليهما ثم وضع يده على فمه وكأنه سـ يستفرغ مافي بطنه .. وكزه كيونا ضاحكاً بصمت ليلتفت له ويهمس : هي كيونا سأتصنع الإغماء وإنقلني لغرفتي حالاً ...
- داس ميكي على قدميهما وهو ينظر للتلفاز , نظرا إليه بألم ورأوه يضع إصبعه على شفتيه بمعنى إخرسا .. جلسا بصمت وراحا يـُحدّقان في الشاشة وأُذنيهما عند شاان وهيونا التي قالت : أوباا قـُل شيئاً ..
- قال شاان بدون أن ينظر إليها : ماذا تريدين أن تسمعي ؟!
- هيونا : أي شيء ...
- شاان : إن قلت لا تتدخلي هل ستستمعين إليّ ؟! ....
- إكتسى وجهها بالإحباط : أوباا لا تكن هكذا , لماذا تزرع لديهم الأمل بأنك من الممكن أن تقع في حـُبهن وأنت لن تفعل ذلك ؟!
- شاان : ربما أحب إحداهن , ما أدراكِ أنتِ ؟!
- هيونا بجدية : هل أنت شاب لعوب ؟! ... خيم الصمت وتوقف الثنائي عن السخرية ونظروا لـ شاان الذي كان يـُحدق في الفراغ ثم نقل نظراته ببطئ ناحية هيونا وقال من بين أسنانه بصوتٍ منخفض : أنتِ ... إلتزمي حدود الأدب في الحديث مع الناس !!
- هيونا : لماذا إذاً كنت ستأخذ الورقة منها ؟! .. أريد أن أفهم تصرفاتك .... إنهن حتى يتصلن على هاتفك ويزعجنك طوال اليوم , ومع هذا لا تقول لهن شيئاً بل تتقبل إعجابهن بصدر رحب !!...... لم يردّ شاان عليها بينما أسند إيل وو رأسه على كتف كيونا وأغمض عينيه وهمس : أيقظني عندما ينتهي المشهد ... إهتزت أكتاف كيونا من الضحك ليلتفت لهم ميكي بغضب ويهمس : ألن تعقلا !؟ .. سأضربكم ..
- كيونا بصوت هامس خائف : لا أرجوك أكاد أموت من شدة الخوف ... ثم عدل نبرة صوته : إخرس ودعنا نسمع ...
- بعد أن سئمت هيونا برود شاان قالت لتغيير الجو : غيروا هذه القناة , على ماذا أنتم منسجمون ؟! ........ تنبه الثلاثة أنهم كانوا يتابعون قناة الأخبار بدون أن يرفعوا الصوت .. رمى كيونا الريموت على ايل وو وقال : لم أكن أتابع أساساً .... إبتسمت هيونا وهي تأخذه وتغير القناة ثم قالت : ألا تشعرون بالملل من صمتكم الدائم ؟!! ..
- حرّك ايل وو شفتيه بسخرية : نصمت في وجودك فقط !! .. إلتفتت له بتعجب وقالت : هل قلت شيئاً ؟! ... أومأ برأسه ينفي : كلا لم أتكلم ... ثم وقف يمدد يديه : سأنام قليلاً قبل أن نذهب للمحكمة .... ومشى بإتجاه غرفته لكنه غير طريقه حين رنّ جرس الباب وراح ليفتح ..
- هيونا : هل تنتظرون أحداً ؟! ..
- شاان وهو ينظر لـ ايل وو الذي ذهب للباب : كلا .... عاد وخلفه غيوري التي وقفت خلف ايل وو الذي أشار للشباب : لقد عادت .. جلس بينما هي أومأت برأسها ببرود لتحيـّيهم ومشت لغرفتها وهي تخلع القبعة والنظارة لكنها وقفت عندما قال شاان : هي هي إلى أين ؟!......... نظرت إليه : ماذا تريد ؟!
- وقف شاان مقترباً منها : ألا يكفي أنكِ خرجتِ متجاهلة كلامي والآن تسألينني ماذا أريد ؟!
- تململت غيوري في وقفتها ثم قالت : وماذا قـُلت ؟! سألتك ماذا تريد ؟!
- شاان : لماذا تعلّقين على الجرس أيتها المزعجة ؟!
- غيوري تبعد شعرها عن أذنها : أخبرني كم الرقم ولن أضطر إلى إزعاجك ... إقترب منها شاان بشكل كبير والغضب يسيطر عليه , نظرت غيوري إليه بإستغراب : ماذا الآن ؟! هل تريد ضربي لأنني خرجت دون أن أردّ عليك ؟!! ..... بدا الموقف وكأن شاان سيضرب غيوري حقاً لذا وقف ميكي سريعاً يتوسطهما : حسناً حسناً توقفا الآن .. وجـّه نظره لـ غيوري : أنتِ إذهبي لغرفتكِ .... و أمسك بـ شاان ليجلس : وأنت هدّأ من غضبك قليلاً مابك هكذا ؟!
- تكلمت أخيراً هيونا التي كانت تراقب تصرفات غيوري : من هذه الفتاة ؟!
- صمت الجميع وتبادلوا النظرات قبل أن يقول شاان : الخادمة الجديدة ..
- صمتت هيونا وهي تنظر إليه ثم قالت : آهاا .. ولماذا أنت مـُنزعج هكذا منها ؟!
- كيونا بسرعة : ألا تعرفين شاان , هذا الكائن سريع الإشتعال .. لمّ يـُعقـّب شاان بينما وقفت هيونا وهي تحمل حقيبتها : حسناً سأذهب الآن , أراكم غداً في الجامعة , أوباا لا تغضب مني أرجوك .... وخرجت وتوقفت قـُرب الباب تنظر للحذاء الصغير والذي من المستحيل أن يكون لأحد الشباب " هل هذا حذاء الخادمة ؟! " .... بينما في الصالة قال ميكي بجدية : شاان هل ستستمر بالشجار معها ؟!
- زمّ شاان شفتيه بإمتعاض : ماذا أنت أيضاً !! هل أنا المـُخطئ ؟!
- ميكي : لم أقل أنك مخطئ , لكن فقط لا تختلق الشجارات معها ..
- شاان بغضب : لا تدافع عنها لو سمحت , أنا لم أختلق الشجار هي من تتصرف بطريقة مـُستفزّة ......
- كيونا : أنت تكرهها لأنها سخرت منك في ذلك اليوم , أخرجها فقط من رأسك ..
- وقف شاان ببطئ ثم بعثر شعره وكأنه يفكر للحظات ثم قال : حسناً , لن اُكلمها مـُطلقاً , هل هذا كافٍ ؟! .... إبتسم الشباب له ليذهب لغرفته بصمت ..
**
يتبع ....